منتدى الحركة الطلابية الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الحركة الطلابية الاسلامية

محبة واخاء ** بذل وعطاء ** علم وعمل


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

تاريخ مدينة القدس عبر التاريخ

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1تاريخ مدينة القدس عبر التاريخ Empty تاريخ مدينة القدس عبر التاريخ الجمعة يونيو 06, 2008 11:26 am

نبض المقاومة

نبض المقاومة
عضو فعال
عضو فعال

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم
مدينة القدس عبر التاريخ
الموقع والتسمية :

تحتل القدس موقعاً جغرافياً هاماً، حيث يشكل موقعها على هضبة القدس والخليل وفوق القمم الجبلية التي تمثل خط تقسيم المياه بين وادي الأردن شرقاً والبحر المتوسط غرباً حداً فاصلاً بين الأراضي الجافة شرقاً "برية القدس" والأراضي الرطبة الوفيرة المياه غرباً، كما وفر لها موقعها ميزة القوة والمنعة من جهة والانفتاح وإمكانية الاتصال من جهة أخرى.
وتقع مدينة القدس عند التقاء خط طول 35.13 شرقاً ودائرة عرض 31.52 شمالاً، وترتفع نحو 750 مترا عن مستوى سطح البحر المتوسط و 1150م مترا عن مستوى سطح البحر الميت، وتبعد مسافة 22 كم عن البحر الميت و 52 كم عن البحر المتوسط، وهذه المزايا جعلت مدينة القدس مركزية وعقد اتصال بين بلاد الشام، كما كانت فلسطين عقد المواصلات بين شرق الوطن العربي وعزبة، وقد زاد من أهمية موقعها، أهميتها الدينية، وتقديس اتباع الديانات الثلاث اليهود والنصارى والمسلمين لها، فهي قبلتهم ومصدر روحي لطموحاتهم.

وقد أطلق على القدس الاسم العربي الكنعاني "مدينة السلام" عندما عمرها الكنعانيون قبل 5000 آلاف عام، نسبة إلى "سالم" أو "شاليم" وهو إله السلام عندهم، ثم انتقل الاسم إلى الأمم القديمة، فعرفت بـ "أور سالم" بمعني مدينة السلام، ثم حرفت فيما بعد إلى يورشالايم هيروسولي وجيروزاليم.

ووردت باسم روشاليموم في الكتابات المصرية المعروفة بنصوص اللغة الذي يرجع تاريخها إلى القرنين التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد.

وورد اسم أورشليم في التوراة أكثر من 680 مرة، وحرفت بالعبرية إلى يورشالايم وهي الكلمة المشتقة من الاسم العربي الكنعاني الأصلي، وهناك أسماء أخرى مثل شاليم ومدينة الله ومدينة القدس ومدينة العدل ومدينة السلام، وقد أطلق عليها أيضاً اسم يبوس أو مدينة اليبوسين نسبة إلى اليبوسيين من بطون العرب الأوائل في الجزيرة العربية، وهم من سكان القدس الأصليين الذين نزحوا من جزيرة العرب مع من نزح من القبائل الكنعانية قبل 4500 سنة ليستقروا التلال المشرفة على المدنية القديمة.

واستمرت المدينة تحمل الاسم العربي الكنعاني سواء مدينة السلام أو مدينة يبوس أو القدس أو أرشليم حتى وقتنا الحالي، إلا أن الملك داود بين عيسى اليهودي غير اسمها إلى مدينة داود عندما استولي على المدينة عام 997 أو 1000 ق.م ولم يستمر هذا النفوذ اليهودي أكثر من 73 سنة وانتهى اسم مدينة داود لتعود إلى أسمها الأصلي العربي أورشليم أو القدس أو بيت المقدس في عهد الرومان، واستمرت المدينة بعد ذلك ولمدة 18 قرناً خالية تاماً من اليهود إلا أنه في عام 1855 نجح منتفيورى اليهودي من استصدار فرمان من السلطان العثماني يسمح لليهود بشراء أول قطعة أرض لهم في فلسطين.

وقد عرفت القدس في عهد الرومان باسم "ايليا" نسبة إلى الاسم الأول لهدريان الروماني ايليا كابيتولينا، وبقي هذا الاسم متداولاً بين الناس بدليل أنها وردت في كتاب الأمان الذي أعطاه الخليفة عمر بن الخطاب السكان بعد الفتح إذ سماهم أهلها ايلياء.

________________________________________
القدس عبر التاريخ :
القدس "مدينة السلام" من أقدم مدن الأرض وترجع نشأتها إلى 3000 ق.م، سكنها اليبوسيون إحدى القبائل الكنعانية الذين نزحوا من الجزيرة العربية في العام 2500 ق.م، وبنوا قلعة حصينة على الرابية الجنوبية الشرقية من يبوس، وسميت حصن يبوس، وقد عرفت في الكتابات المصرية القديمة باسم يابتى، وهو تحريف للاسم الكنعاني، ويعتبر حصن يبوس، أقدم بناء في مدينة القدس، أقيمت حوله الأسوار وبرج عال في أحد أطرافه، للسيطرة على المنطقة المحيطة بيبوس وللدفاع عنها وحمايتها من غارات العبرانيين والمصريين برعاية ملكهم سالم اليبوسي، وعرف حصن يبوس فيما بعد بحصن صهيون، ويعرف الجبل الذي أقيم عليه الحصن بالأكمة أو هضبة أو فل وأحيانا بجبل صهيون، واستمر هذا الحصن بيد الييوسين مدة تقارب الثلاثة قرون قبل أن يأتي الموسويين بقيادة ملكهم الملك داود، الذي استطاع اقتحام الحصن بعد مقاومة ضارية من قبل اليبوسيين واتخاذ أورشليم القدس عاصمة له، وكان أكثر سكانها من اليبوسين والكنعانيين والعموريين والفلسطينيين، وقد ازدهرت المدينة في عهد خليفته النبي سليمان، وكان ذلك في حوالي العام 1000 ق.م.

في العام 586 ق.م فتحت مدينة القدس على يد بختنصر البابلي الذي دمرها ونقل اليهود منها إلى بابل، فيما عرف بالسبي البابلي، دخلت القدس تحت الحكم الإغريقي على يد الاسكندر المقدوني، وأصبحت السيطرة على أورشليم في عهد خلفائه البطالمة والسلوقين.
ثم تأرحجت السيطرة على القدس في عهد خلفائه من البطالمة والسلوقين، وقد تأثر السكان في هذا العهد بالحضارة الإغريقية، وفي عام 165 ق.م قام الملك السلوقي انطيوخوس الرابع يدير الهيكل وأرغم اليهود على اعتناق الوثنية اليونانية، وكانت نتيجة ذلك اندلاع ثورة المكابيين ونجح اليهود في نيل الاستقلال باورشليم تحت حكم الحاسمونيين من سنة 135 ق.م حتى سنة 76 ق.م.

في عام 63 ق.م دخلت القدس تحت الحكم الروماني، وقد سمح الرومان لليهود بشيء من الحكم الذاتي ونصبوا في عام 37 ق.م هيرودس الأردني، الذي اعتنق اليهودية، ملكا على الخليل وبلاد يهودا فظل يحكمها باسم الرومان حتى السنة الرابعة الميلادية.
وفي عهد الإمبراطور نيرون بدأت ثورة اليهود على الرومان، فقام القائد نيتوس في سنة 70 م. باحتلال أورشليم وحرق الهيكل وفتك باليهود ما أن قامت ثورة اليهود من جديد بقيادة باركوخيا سنة 132 م حتى أسرع الإمبراطور هادريانوس إلى إخمادها سنة 135م وخرب أورشليم وأسس مكانها مستعمرة رومانية يحرم على اليهود دخولها، وأطلق عليها اسم "ايليا كابيتوليا" ولما اعتنق إمبراطور قسطنطين المسيحية أعاد إلى المدينة اسم أورشليم، وقامت والدته هيلانة بناء الكنائس فيها.


الفتح الإسلامي:
احتلت القدس مكانة هامة في العهد الإسلامي، فقد ذكرت أكثر من مرة في القرآن الكريم وفي الأحاديث الشريفة، بها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

دخلت مدينة القدس في حوزة المسلمين في سنة 15هـ- 636م بعد أن حضر الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه وأعطى الأمان لأهلها ومنحهم الحرية الدينية مقابل دفع الجزية ويتميز بعدها الحكم الإسلامي في المدينة بالتسامح الديني واحتفظ المسيحيون بكنائسهم وبحرية أداء شعائرهم الدينية.

وفي العهد الأموي حظيت المدينة باهتمام كبير، حيث قام الخليفة عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة المشرفة عام 72هـ - 691م، وفي سنة 90هـ أقام الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى، كما بنيت القصور في أماكن مختلفة من المدينة، وقد استمر هذا الاهتمام زمن العباسين، حيث زار المدينة العديد من الخلفاء العباسيين أمثال المنصور والمهدى والمأمون وأجريت العديد من الاصلاحات والتجديدات في المسجد الأقصى وقبة الصخرة خاصة بعد الزلازل المتكررة التي تعرضت لها المدينة واحدثت فيها الخراب.
كما حظيت المدينة بمكانة ممتازة في عهد الطولونيين الإخشيديين والفاطميين والسلاحقة.

الاحتلال الصليبي:
احتل الصليبيون المدينة عام 492هـ - 1099 م وارتكبوا أبشع المذابح في المدنية، وقد ذكر أن عدد ضحاياهم بلغ 70 ألف، الأمر الذي يتناقض تناقضاً صارخاً مع تسامح عمر بن الخطاب عندما دخل المدينة.

وقاموا بنهب ما كان موجوداً في مسجد الصخرة الأقصى من كنوز ووضعوا صليباً على قبة الصخرة وحولوا الأقصى إلى مقر لفرسان الداوية وجعلوا القدس عاصمة لمملكتهم اللاتينية ونصبوا بطريركا لاتينيا للمدينة بدلاً البطريرك الأرثوذكس وعمروا كنيسة القيامة وكنسية القديس يوحنا وغيرها.

ولم يبق الحكم الصليبي أكثر من 88 عاما، حيث تمكن القائد صلاح الدين الأيوبي من طردهم من المدينة بعد هزيمتهم في معركة حطين عام 583هـ - 1187م، حيث أزال صلاح الدين الأيوبي الصليب من على قبة الصخرة ووضع فيها الأئمة والمصاحف وأعاد للمدينة تسامحها الديني ووضع في المسجد الأقصى المنبر الذي كان قد أمر نور الدين محمود بن زنكى بصنعه ودشن انشاءات إسلامية كثيرة في القدس أهمها مدرسة الشافعية (الصلاحية) وخانقاه للصوفيه ومستشفى كبير (البيمارستان) وشارك بيديه في بناء سور القدس وتحصينه، ثم تولى حكم القدس بعد صلاح الدين ابنه الملك الأفضل الذي وقف المنطقة الواقعة إلى الجنوب الشرقي من الحرم على المغاربه لحماية منطقة البراق المقدسة وأنشأ فيها مدرسة وبعد الأفضل جاء الملك المعظم عيسى بن تحمد بن أيوب ثم تلا أخوة الملك الكامل الذي عقد اتفاقا مع الإمبراطور فرديك الثاني ملك الفرنجة، سلمة بموجبه القدس ثم استردها الملك الناصر داود ابن أخي الكامل، ثم عادت نهائياً للمسلمين في عهد الملك نجم الدين أيوب ملك مصر، واستمرت كذلك حتى دخلت مدينة القدس تحت حكم المماليك سنة 651 هـ - 1253م، واستمرت كذلك حتى عام 1516م وقد نالت المدينة في عهد المماليك اهتماماً كبيراً حيث قام سلاطنيهم الظاهر بيبرس (676هـ - 1237هـ) وسيف الدين قلاوون (حكم من 679هـ - 689هـ / 1280- 1290) والناصر محمد بن قلاوون (741هـ 1340م) والأشراف قايتباى حكم من 893-902هـ - 1486- 1496 وغيرهم.

قاموا بزيارات إلى المدنية وأقاموا فيها المنشآت الدينية والمدنية وأجروا تعميرات كثيرة في قبة الصخرة والمسجد الأقصى ومن المنشآت التي أقامها المماليك زهاء خمسين مدرسة وسبعين ربطاً وعشرات الزوايا، وغدت القدس زمن المماليك مركزاً علمياً هاماًفي العالم الإسلامي، وكان يفد إلها الدارسون من مختلف الأقطار.

القدس في العهد العثماني:
دخلت القدس تحت الحكم العثماني عام 922هـ - 1517م على يد السلطان سليم الأول الذي وضع حداً بحكم المماليك بعد انتصاره عليهم في موقعة مرج دابق عام 1516، وقد نالت القدس اهتماما خاصا زمن العثمانيين وخاصة زمن السلطان سليمان القانوني الذي أقام فيها منشآت كثيرة منها سور القدس والمساجد، كما عمر قبة الصخرة إلا أنه ومنذ القرن الثاني عشر للهجرة الثامن عشر الميلاده أخذت مدارس القدس والتي أنشأها المماليك والأمويون تضمحل بسبب اضمحلال العقارات الموقوفة عليها، ووصلت حالة الشعب التعليمية في هذا القرن إلى أدنى مستوى على الرغم من ظهور عدد من علماء الدين البارزين.

وفي الفترة من 1831- 1840 التي حكم فيها ابراهيم باشا بلاد الشام شهدت القدس شيئا من التحديث ونشر روح التسامح، إلا أن بعض الممارسات الظالمة مثل التجنيد الإجباري وكثرة الضرائب وجمع السلاح من الأهالي وإزالة نفوذ المشايخ والعائلات الاقطاعية أدت إلى اندلاع ثورة ضد الحكم المصرى ودعمته الدولة العثمانية، وعلى الرغم من تمكن المصريين من إخمادها إلا أن إبراهيم باشا غادرها تحت ضغط الدول الكبرى في ذلك الوقت بريطانيا وفرنسا لتعود المدينة تحت الحكم العثماني.
واستمرت كذلك حتى دخلت القدس وباقي فلسطين تحت الانتداب البريطاني في أعقاب الحرب العالمية الأولى.

وبعد قيام إسرائيل عام 1948 وقعت اتفاقية رودس عام 1949، وقسمت المدينة إلى الأقسام التالية:
1. القدس المحتلة (القطاع اليهودي)، وبمساحة 4065 فدانا، أي ما يعادل 84% من مساحة القدس.
2. القدس الغربية (القطاع العربي)، وبمساحة 555 فدانا، أي ما يعادل 11.5% من مساحة القدس.
3. قطاع هيئة الأمم المتحدة والأراضي الحرام، بمساحة 214 فدانا أي ما يعادل 4.91% من مساحة اقدس.
في يوم الأربعاء الموافق 7 / حزيران عام 1967 احتلت القوات الإسرائيلية المدينة لتبدأ القدس رحلة جديدة من تاريخها.

________________________________________
السكان والنشاط الاقتصادي:
عند دراسة سكان مدينة القدس لا بد من التعرض لتطور المدينة عددياً وانتروبولوجيا، لأن ذلك سوف يكون من الأدلة الرئيسية التي تؤكد شخصية القدس ببعديها العربي والإسلامي، وترفض الادعاءات الصهيونية الهادفة إلى تهويد القدس وتصفيتها حضاريا، ودراسة تطور سكان المدينة يظهر أهمية العامل الديموغرافي والأنثروبولوجي في الصراع العربي الصهيوني وفي المخططات الصهيونية الهادفة إلى تقليص عدد السكان العرب في المدينة المقدسة، ثم طرد السكان العرب وإخلائهم من المدينة واحلال الصهاينة محلها في المستقبل.

وقد بدأ التخطيط لتهويد المدينة منذ بداية القرن التاسع عشر إلا أنه أخذ نموذجاً مميزاً للمدينة المقدسة بالمقارنة مع بقية مدن فلسطين، وقد بدأ الصراع الديموغرافي بين العرب واليهود بشق منذ بداية فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وقد وصلت ذروة هذا الصراع في فترتين رئيسيين الأولى في فترة الأربعينات التي شهدت قيام دولة إسرائيل وتجزئة المدينة إلى قسمين أما الفترة الثانية فقد جارف بعد حرب عام 1967 حيث ضمت إسرائيل الجزء العربي من المدينة إليها تمهيداً لتصفيتها حضارياً ولتهويدها في فترة قصيرة.

تطور الحجم السكاني للمدينة واختلال التركيب السكاني:
من خلال تتبع تطور عدد السكان في المدينة المقدسة يمكن إدراك عدم حتى أقلية يهودية في المدينة طوال تاريخها منذ الشتات الأخير وحتى القرن التاسع عشر عندما ظهرت الحركة الصهيونية فمثلاً في القرن الحادي عشر لم يكن موجوداً في المدينة سوى يهودي واحد، وفي القرن السادس عشر منذ سجل وجود 150 يهوديا، وفي نهاية القرن السادس عشر وصل عدد سكان لواء القدس 42155 نسمة، وعدد قرى اللواء 168 قرية وهي القرى التي كانت معمورة، واستمرت كذلك حتى تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948، وفي هذا رد حاسم على ادعاءات الصهاينة بإن معظم قرى جبل القدس وبخاصة حوض وادي الطور كانت مهجورة قبل تأسيس الكيان الصهيوني بسبب انجراف التربة، وزيادة اعداده الطبيعية وفقر الأرض.

ويشير الجدول التالي إلى تطور عدد سكان القدس خلال الفترة من 1831-1942.
1831 1890 1920 1931 1945 1947
العدد % العدد % العدد % العدد % العدد % العدد %
8000 72.7 14800 32.9 31.000 50.8 39229 43.4 60080 38.2 65100 39.6
اليهودية 3000 27.3 30200 67.1 30000 49.2 51222 56.6 97000 61.8 99400 60.4
المجموع 11000 100 45000 100 61000 100 90451 100 157080 100 164500 100

ويتضح من الجدول السابق تزايد عدد سكان اليهود في مدينة القدس خلال القرن التاسع بسبب تزايد الهجرة اليهودية، وقد كانت زيادة عدد اليهود مضطردة حتى عام 1920، حيث شهدت تناقصاً بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى، وتوقف الهجرة اليهودية، ثم عادت لتواصل ارتفاعها في عهد الانتداب البريطاني لفلسطين إلى أن وصل نسبة عدد اليهود 60.4% من جملة عدد سكان المدينة، وقد استمرت هذه الزيادة في الارتفاع بعد عام 1948، كما يوضحها الجدول التالي:

1961 1967
القطاع العدد العدد
القدس العربية 60488 66000
القدس المحتلة 166300 200000
ويتضح من الجدول السابق مدى الزيادة التي حدثت للسكان اليهود مقارنة مع السكان العرب، ففي الوقت الذي بلغت فيه نسبة الزيادة عند الفلسطينيين في القدس العربية 9.9% في الفترة من 1961إلى 1967 فإن الزيادة وصلت إلى 20.4% في القدس المحتلة في نفس الفترة.
وقد استمرت الزيادة بين اليهود حتى بعد عام 1967 كما يشير الجدول التالي:

1970 1983 1992
القطاع العدد % العدد % العدد %
القدس العربية 85000 27 122500 27 151000 27
القدس المحتلة 229000 73 330500 73 409000 73
المجموع 314100 100 453000 100 560000 100

ويلاحظ من الجدول السابق كيف حافظ اليهود على نسبتهم وهي 73%، وهذا يندرج ضمن خطوط تهويد المدينة التي بدأت بعد حرب عام 1967.

إن هذه الزيادة الكبيرة في عدد السكان اليهود أدت إلى تزايد نسبة الكثافة السكانية في المدينة وأدت بدورها إلى الاخلال بالتوازن الديموغرافي بالمدينة، ويشير الجدول التالي إلى تطور كثافة السكان في مدينة القدس.

السنة الكثافة/ نسمة /كم2
1922 1803
1931 2538
1944 3883
1952 3193
1961 3633
1967 4786
1982 4764
وترجع الزيادة المضطردة في الكثافة السكانية في مدينة القدس إلى زيادة عدد المهاجرين اليهود إليها وليس إلى النمو الطبيعي، ويشير الجدول أيضاً فإن الكثافة السكانية قد شهدت انخفاضاً عامي 1952 و 1982 وذلك بسبب حرب عام 1948 و 1967 حيث أجبر الكثير من أبناء القدس الفلسطينيين على مغادرتها ومصادرة أراضيها لإقامة المستوطنات اليهودية عليها.

إن تزايد عدد السكان اليهود وتزايد الكثافة السكانية في مدينة القدس قد ترك إثارة على البنية الاقتصادية واستعمالات الأراضي في المدينة، حيث وضعت السلطات الإسرائيلية الخطط للسيطرة على الاقتصاد العربي في القدس واخضاعه للاقتصاد الإسرائيلي تمهيداً لتصفيته تدريجياً، وقد أنصبت الجهود الإسرائيلية على عدة محاور هي:
1. الاستيلاء على الموارد الطبيعية للقدس والضفة وخاصة الأرض والمياه والحياة البرية والحيوانية.
2. وضع الخطط لربط الهوامش العربية للقدس بالقلب الإسرائيلي أي جعل القلب الإسرائيلي دائماً متقدماً وقد استفادت إسرائيل من هذه الخطط عن طريق جلب إعداد الخام والأيدي العاملة الرخيصة من الهوامش العربية إلى مركز الثقل الاقتصادي الإسرائيلي.

3. تحطيم البنية الاقتصادية للمدينة، وذلك بإصدار العديد من التشريعات والقوانين بهدف إعاقة انتشار أي منشأة اقتصادية فلسطينية. وقد ظهرت نتائج هذه الجهود في مختلف القطاعات الاقتصادية المختلفة

http://aqrapa.rigala.net/

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى